لا تتعظ بغيرك

قليلا ما تحدث لي مفاجات لا اتوقعها، فقد نشات في عائلة يغلب على العلاقات بين افرادها الاتزان والتروي، وعدم التسرع في المدحاو الادانة، او الحكم على الاشياء والاحداث. وعندما اتفقت انا وزوج المستقبل الذي ما زال خطيبي على الزواج، فانني كنت متحمسة ومدركة بشكل تام كل خطوة اخطوها.
وقبل اعلان الخطبة بكثير عرفت خطيبي، واعرف بعض افراد عائلته ، بل كانت تربطني علاقة خاصة مع احدى شقيقاته. كما لم يكن لي عليه وعلى شخصيته وسلوكه اي تحفظات،وكان منتحصيل الحاصل ان تتم الخطبة بسهولة ويسر ودون عراقيل.
غير انني بدات الاحظ انني اصبحت اكثرحساسية لتعليقاته وتصرفاته مع الآخرين ، وعلاقاته التي كانت مصدر فخر لي قبل الخطبة. كما اصبحت اكثر تشككا وريبة تجاه صداقاته وزملائه في العمل، وبخاصة زميلانه، والغريب في الامر انني كنت اعرف كثيرات منهن منذ مدة.
وفي الاسابيع الاخيرة بدات الامور التي تثير حساسيتي تزداد، واصبحت ادقق في كثير من امور علاقتنا العادية، مثلا المواعيد، ونوعية الهدايا التي يحضرها لي، وطبيعة الاماكن التي يدعوني اليها. وامور اخرى اكثر اهمية من هذا كله تحولت لدي الى هواجس ، حتى فكرت اكثر من مرة انا اطلب فسخ الخطبة ،ووضع حد للزواج قبل ان يكون ذلك متاخرا جدا.
بحثت الامر مع والدتي التي اعدها صديقتي ومستودع اسراري، الا انها اخذت الامر ببساطة اكثر مما توقعت، وقالت لي: ان هذه المشاعر امر طبيعي مع اقتراب الزواج ، لانه يعني الارتباط التام وشاورت شقيقة متزوجة لي فقالت: انها لا تستطيع ان تنصحني بشيء لان هذا شيء خاص جدا.
وطرحت الامر على والدي ففوجئ بما قصصته عليه، الا انه اخبرني بان علي ان اقرر باسرع وقت ممكن ما اذا كنت سامضي في الزواج ام لا، لان كل يوم يمضي يجعل اتخاذ مثل هذا القرار اكثر صعوبة.
وذهبت اخيرا الى احدى صديقاتي التي بدا لي انها سعيدة في زواجها فقالت: ان كل هذه المشاعر لا تعني شيئا. وحتى لو كان لك اي اعتراض،فالافضل لك ان تنحيه جانبا وتتزوجي، فتجربة الزواج تجربة لا يجوز عليهامبدأ " الاتعاظ من غيرك"...
...هــــــــــي